newsfeed

رسائل لا تقبل التلطيخ


رسائل لا تقبل التلطيخ 



قبل  ايام وصلتني رسالة ألكترونية من صديقة تخبرني بها بوصول الطرد البريدي الذي قمت بأرساله لها، لم اكن على ثقه بأمكانية وصول الطرد الذي كان عبارة عن ظرف يحوي ورقة واحدة فقط أخترت أرساله بالبريد العادي.
كان عاديا جدا ﻻ يفرق كثيرا عن البريد الذي كانت تستخدمة مي زيادة في الماضي لأرسال رسائلها التي تحاكي بها قلب جبران.
الاختلاف الوحيد قد يبدو للبعض هائلا وبسيطا جدا للبعض اﻻخر  و لكم ان تضعوا التصنيف حسب أولوياتكم  ففي الوقت الذي كانت تحاكي به تلك الرقيقة قلب محبوبها بسطورها العذبة  لم تكن على ثقة من وصولها ، في حين أعطي لي رقما أتتبع به سير وصول رسالتي التي عبرت بعض قارات وبحار، ولكن ومع كل هذه التسهيلات كان اليأس رفيقي عند كتابة عنوان الجهة المرسل اليها، فعلى الرغم  من كوني أنسانة متفائلة  بطبيعة الحال اﻻ اني لم استبشر خيرا بواقع اﻻمر  و السبب  بهذا يعود  لبعض تجارب فاشلة مع احدث اﻻنواع من البريد المميز الحديث حيث ضاعت الطرود بين المعادﻻت الرقمية والتوصيل اليدوي  ولهذا لم أكن لأصدق انه يمكن للبريد العادي ان يكون بهذه المصداقية.
وقت ارسال الظرف البني ذاك خطر في ذهني مجموعة احداث تتعلق بالرسائل والبريد واهميتهما في كافة اﻻمور الحياتية و النقاشات الثقافية ومسائل اثبات الرائ، فمثلا كانت الكاتبة الألمانية أنا سيغرز تبعث برسائل الى جورج لوكاش  لتناقش بها أمور تخص واقعية الرواية، تخيلت لو  انها تعيش في زمننا هذا لكان لها ان تتناقش بسهولة اكبر، بل وستتمكن من معرفة الوقت الذي تسلم به جورج الرسالة وبطبيعة الحال سيكون هذا اﻻستﻻم بعد ثوان من ارسالها له ، و تضاف لها خاصية اخرى تتطلع من خلالها على وقت قراءة الرسالة و دراسة الفترة التي احتاجها للرد، عموما لم تكن الرسائل لتكون بقوة الرسالة الورقية ،فسابقا كان المرسل بحاجة  الى التاكد من أيصال كل فكرة  يقوم بكتابتها بطريقة واضحة وصحيحة  تقلل حجم تساؤﻻت التي قد تتكون في ذهن المتلقي ، لكي ﻻ يأخذ النقاش وقتا اطول بين التساؤل والرد ، ولكن كل ما يحتاجة الان  بعض ضربات  على الحروف ونقرة سريعة على رز اﻻرسال، أو ان يختصر الجهد  برسالة صوتية سريعة . عموما ربما لم تكن تلك الرسائل لتخلد لو كتبت بالطرق الحديثة  خصوصا مع احتمال محاولة احد قراصنة الحداثة النيل من حساباتهم ، او استأنست الفيروسات المبرمجة في اجهزتهم ..

رغم امكانية التغاضي عن هذه المنغصات اﻻن بسهولة اكبر حيث يمكنك اﻻ حتفاظ بنسخ متعددة في اماكن مخلفتة بوقت واحد ، من ما يقلل من فداحة تلك المشاكل ، ولهذه الخاصية فائدة اخرى من الجانب العاطفي فلن تتطلخ الرسائل بالدموع بعد اليوم وﻻ خوف على الشاشات فهي مهيئة للغرق و لن تهددها نوبات التمزيق الغاضبة.




هناك 3 تعليقات:

  1. الرسائل بين الماضي والحاضر ..
    في الماضي كانت تحمل سمات مرسلها ..
    خطه، عطره، لون قلمه، مشاعره الصادقة ..
    اما في الحاضر لا تحمل تلك السمات ..
    فقط تحمل مشاعره في صدقها او زيفها ...

    عاشت يدج شمم .. جميل ما خطت أناملكِ :)

    ردحذف
  2. لحد الان عندي رسائل من صديقاتي بالمدرسة والاعدادية كنا نكتبهالبعضنا قبل العطله وتحمل ذكريات جدا جميلة
    عاشت ايدج عالكتابة الحلوة

    ردحذف
  3. يا ليت احزاننا ياشمم تنتهي بضغطة زر..لكن للاسف نعيش نفس الالم بين العالمين الواقعي والافتراضي..

    ردحذف