الفن الاشوري

علي التميمي
باحث آثار

الفن الاشوري

علي التميمي 

باحث اثار 

  ان المركز التاريخي للآشوريين حتم عليهم بناء قصور ومعابد واستحكامات دفاعية، ولهذا المركز خاصية اخرى هي الفن لهذا العصر، كان الاشوريين شعبا عسكريا مشهورا بالبأس والفتك،
وكان ملوكهم يتصفون بالأبهة والفخامة، عاش الملوك الاشوريين مشغولين بمغامرات الحرب والقنص عارضا بطولات ، ربما يكون الفن ذات صفة حربية جعلت من الفن ذات خاصية عسكرية و حربية في مواضيع مختلفة فقد حول الفنان الاشوري جدران القصور الى لوحات تعبر عن امجاد ملوكهم دون ان يلتفت الى حياة الرعايا والاهتمام لهم ، فنجد مآثر الحروب وزحف الجنود الى معارك القتال ، فاذا انقضت تركوا مجال الحرب وعكفوا على مشاهد الطبيعة ، لم يصورا من البحر الا ضرب المجذاف وهجمات سرطان البحر على صغار الاسماك.

انجز الفنان الاشوري نتاجاته الفنية على خامات متنوعة كالحجر والعاج والبرونز بالاضافة الى الطين المفخور ولا يستبعد استخدامه للخشب اما بالنسبة للمعادن المهمة كالذهب والفضة فقد نفذت منها اعمال مهمة ويؤكد على ذلك سرجون الاشوري في النصوص المسمارية.

  تخصص الفن الاشوري في شؤون الملكية الخاصة فالقصور الملكية الضخمة تحمل آثار العظمة والجاه وعلى جدرانها صور لحياتهم المعتادة والتي كانوا يقضونها في الحرب والصيد ومما يميز الفن الاشوري هو اظهار القوة الجسمانية في الاشكال الحيوانية المفترس وكذلك الاجسام الانسان بشكل واضح ، وبلـغ الفـن مفــــهوم نصـــف الاسطــوري للملكــية  المتأصل في تقاليد الشرق الادنى القديم ، بصورة واضحة ويؤكد مهارة الفنان في تحقيق غاية الملك وخدمة الالهة من خلال الكتابة والتصوير والتشكيل والنحت.

   كان الفنان الاشوري يتبع مسار الاعصاب في الاعضاء والاطراف ويبرز العظام من الجلد متى تبدو وكأنها متمزقة ويصور الايدي ممسكه بقوائم الحيوانات او قابضة على الايدي او جاذبة الاوتار والاقواس ، ثم الاسنان وهي تنهش والمخالب وهي تخدش والدماء وهي تسيل سوداء لزجة ، وقد صور الملك قاسيا عابسا له عيون واسعة وانف معقوف وفم غليظ وقسمات جامده وقاسية ويعلو راسه التاج ، ان خاصية الفن الاشوري هو التقرب لادراك شكل الانسان والسعي الى بناء مثل عليا للرجولة هذه المثل تمثلت في الملك المنتصر والملك الاسطوري والشجاع كذلك  برع الاشوريين في تصوير الخيول والاسود وبشكل جميل جدا وبادق التفاصيل ، كما عبروا عن انفعالات الحيوانات التي تدل على الالم او الحيوانات الميته في مواضيع الصيد .

و قد كشفت التنقيبات الاثرية في قصر الملك سنحاريب عن الواح جدارية متمثلة  بثيران مجنحة ضخمة واسود جاثمة , نشاهد في قصر الملك الاشوري ( توكلتي نينورتا الاول ) صورا حائطية فاخرة ذات صفة ديكوريه وزخرفية ، فإكساء القسم السفلي من جدران القصر استعمل الطابوق المزجج وهنا تجدر الاشارة بان الاشوريين استعملوا الطابوق المزجج بــ 700 – 600 قبل ان يستخدم في مملكة بابل الحديثة .