شعر بنات
إيمان البياتي
أستراليا
من منا لايحب تلك الغيمة الملونة الذيذة المصنوعة من السكر؟
أعرف أن لها عدة أسماء فبعضكم يسميها بغزل البنات ...شعر بنات ..لحية بابا ..حلوى الصوف أو القطن، كل حسب بلده لكني أتوقع اننا قد نختلف في الأسماء فقط وسنشترك في الحب ... اللهفة .. ذكريات الطفولة ... الاسواق الشعبية ... الأزقة الضيقة التي تفوح منها رائحة المأكولات اللذيذة..
أعرف أن لها عدة أسماء فبعضكم يسميها بغزل البنات ...شعر بنات ..لحية بابا ..حلوى الصوف أو القطن، كل حسب بلده لكني أتوقع اننا قد نختلف في الأسماء فقط وسنشترك في الحب ... اللهفة .. ذكريات الطفولة ... الاسواق الشعبية ... الأزقة الضيقة التي تفوح منها رائحة المأكولات اللذيذة..
في طفولتي كنت اشتريها بلهفة واشعر باني أميرة وأنا أحملها وألتهم منها واتلذذ بها وهي تذوب على طرف لساني بشكل سحري كنت اجهل ماهيته وكيف يحدث بتلك السرعة وكنت اسأل نفسي مستغربة من ماذا تصنع ولماذا تختفي في ثواني؟!
أميرة صغيرة تمسك بيد والدها (فارسها الاول) وهي تعود بغيمتها الملونة إلى البيت مبتهجة وسعيدة وتقبل بعد الحاح كبير أن تشارك بها أحد.
بيضاء ...زرقاء ...وردية هذه الألوان التي أعتدت أن اشتري بها غيمتي وكنت أفضل اللون الوردي ومازالت كمعظم الطفلات الحالمات رغم أني قد تجاوزت الثلاثين الآن!
هذا ماحصل بالفعل ذات يوم ونحن نقصد سوقا مفتوحا هنا في ملبورن انا وزوجي، شاهدت بالصدفة طفلة صغيرة تحمل غيمة وردية! توقفت كطفلة انا ايضا لاعلن اني اريد واحدة في الحال ولن ابرح مكاني قبل أن أحصل على واحدة! وماكان من زوجي الا ان يشتري لي واحدة كبيرة وخلال الدقائق التالية كنت في عالم آخر حتى أني نسيت أمر السوق ونادرا ماتنسى امرأة ذلك!
قد نكون كبرنا بالفعل ومرت سنوات طويلة منذ كنا اطفالا صغارا وتغيرت غيمتنا الملونة الحرة فباتت توضع في اكياس بلاستيكة لكننا سنظل نتمسك بكل مايذكرنا بطفولتنا كذكريات جميلة لاتذوب مع تقدم العمر ولاتختفي من الفم مع انها حلوة كالسكر.
روعة بكل التعابير كل الكلمات عجبتني الا نسيت امر السوق هنا بدأ الدماغ بالتقلب كيف تنسی وعادة النساء بكل تعب المنزل فقط عند سماع السوق تركض كهجمة مرتدة يقودها هجوم ريال مدريد او برشلونة 😂 #احسنتم_النشر
ردحذف