خياط الفرفوري " مصلح الخزف المكسور"
لازلت اذكر ابريق شاي " قوري" جدتي الخزفي "الفرفوري" الذي كانت احد اطرافه المسكورة مُخاطة بسلك معدني .. وكثيرا ما سألت جدتي من هذا الذي قام بأصلاحه لتجيبني كما كل مرة " خياط الفرفوري بيبي " لكن بقيت دهشتي في كل مرة كما هي وانا احدق به .. واعود لاتساءل في نفسي كيف
تمكن احدهم من ثقبه كل هذه الثقوب واخاطته .. ظلت تساؤلاتي الطفولية هذه معي حتى كبرت .. لأتعرف على ابو محمد جارنا السبعيني الذي كان يمتهن هذه المهنة منذ نصف قرن .. يقول ابو محمد انه تعلم مهنة تصليح الخزف من والده انذاك واصبحت بعد ذلك مصدر رزقه التي يكسب منها عيشه فقد كان الخزف في ذلك الوقت من الحاجيات باهضة الثمن وكان من الصعب على البيوت اقتنائها لذا ظهرت مهنة "خياط الفرفوري" فقد كانت نساء الحي تجمع قطع الاواني الخزفية المكسورة وتنتظر خياط الفرفوري الذي كان يدور على البيوت بين فينة واخرى حاملا معه عدته ويقوم باصلاحها وقد كانت عدته عبارة عن حقيبة من الجلد او القماش تحتوي على مثقب رفيع جدا يحركه بواسطه حبل رفيع ليثقب به الخزف وعلبه من معجون ابيض وبعض الاسلاك المعدنية الرفيعة "سيم" ورقائق معدنية على شكل شرائط .. حيث يقوم خياط الفرفوري بثقب جانبي الكسر ويضع المعجون ثم يربطه بالاسلاك و يجب ان لا يتم استخدام الانية التي تم تصليحها لمدة يوم كامل حتى يجف المعجون وتصبح مهيئة للاستعمال.
الجدير بالذكر انه اكثر الاواني التي كان يتم اصلاحها هي ( القوري و الألفي وهو صحن كبير).
الصورة المرفقة من المتحف البغدادي حيث يظهر فيها خياط الفرفوري وهو يقوم بعمله وهو اصلاح الخزفيات.
الله الله عل هذه الايام الجميلة
ردحذف