newsfeed

شغف بغدادي

تمارا شاكر
صيدلانية

شغف بغدادي


بين ارصفه طرقات بغداد
التقيته وأنا ذاهبه للسوق
واردد في داخلي ما أوصتني به والدتي لأعداد الغداء كي لاأنساه
خيار،
.خبز
،لبن
،..كل ماكان يدور في تفكيري
كنت أرددها تمتمت شفتاي بذلك
عكست الشمس أشعتها في عيني
فوضعت يدي فوق جبيني لأتمكن من الرؤيه،ألتفت ووجدته يضع يديه في جيبه
ويضحك بشكل هستيري،
قلت له لماذا تتطالعني وتضحك كالابله؟
هل آمرت الحكومه بالافراج عن المجانين؟
(كنت دائما اسبب لنفسي بمشاكل لاغنى عنها بسبب عصبيتي وسرعه استفزازي)
-قال لي نعم على الاغلب،
منذ ثواني لمحت أجمل مجنونه تكلم نفسها وأستمر بالضحك ،
غضبت أنا لكن كلمه (أجمل)جعلت وجنتاي تحمر خجلاً
عدت الى بيتنا مسرعه
لم اتناول طعامي لم اثرثر مع جاراتنا
حيث كنا نجتمع عصراً في احد سطوح المنازل تناول الكعك مع الشاي ونبدأ بكلام يعقبه كلام بمواضيع لاتقدم ولاتؤخر فلانه تزوجت فلانه حامل فلانه تشاجرت مع فلانه ومواضيع على هذا النحو
كل ماكان يشغل تفكيري هو وأبتسامته وعيناه العسليه،
كنت أستقيظ باكراً لذهاب للسوق على عكس عادتي حيث كانت الشمس وحراره الجو تجعل والدتي تطلب مني بدل المره عشره كي اذهب واتسوق
كنا سته بنات واخ يقضي خدمته العسكريه ووالد ينهض فجراً يعمل نجاراً ،حياه جمالها يكمن في بساطتها
يعود والدي في وقت الغداء تستقبله والدتي باجمل ثوب في خزانتها تضع المسك وتتكحل وتحضر له الطعام
كثيراً ما لفت نظري ذاك البريق الذي يملئ عينها عندما يطرق والدي الباب معلناً عودته،
ذهب للسوق لكني كنت ابحث عنه
لم أجده واقفاً يميناً ولايساراً
عدت والخيبه تعتريني
بعد يومين ذهبت وأنا اضع فوق رأسي عباءه من الحرير كانت تخبيها والدتي لمناسبات خاصه
أستعرتها دون علمها حيث كانت رؤيته مناسبه بحد ذاتها
لمحته واقفا قال لي
بهمس خشيه أن يلتف النظر ويسمعه غيري
جميله أسم على مسمى
سبحان الذي خلق فسوى
أبتسمت أبتسامه مفعمه بالخجل توحي أن صاحبتها سلمت قلبها بيدها
لاحضت والدتي كثره خروجي
وتكحلي واهتمامي بنفسي
وانعزالي عن أخواتي وبنات الجيران
بالرغم من اني كنت اكثرهن ثرثره
منعتني من الخروج
لكنها لم تستطيع منعي من التفكير به
أو النظر اليه من بين ثنايا ستاره غرفتي
كان غسان يضع لي رسائل أسفل نخلتنا كل يوم في مثل الوقت الذي كان يجمعنا في السوق
وارد عليه في اليوم الذي يليه
رسائل بخط يديه ،مفعمه بعبقه
تسبقها لهفه لاتوصف
كان يسافر لمحافظه اخرى بحكم عمله
فيضع لي تحت نخلتنا التي شهدت حبنا عطر وبخور وحناء وأقمشه كنت اتمنى أن افصل منها ثوباً ويلمحني به
لكني كنت اخبيها خشيه من أهلي
كانت نخلتنا الصغيره تكبر بشكل سريع اثارت دهشه والديّ كأنها كانت تسقى بحبنا واشواقنا
،مازالت اذكر ذاك اليوم الذي نادتني به والدتي
جميله تعالي بسرعه
خشيت انها قد تكون لمحت احدى الاشياء او انها قرأت رساله وضعها غسان مبكراً هذه مره
او ان احد بنات جيراننا لمحتنا واخبرت والدتي بذالك
الف فكره مرت في بالي تسمرت في مكاني
-نعم ياامي
-من اين تعرفين غسان أبن سناء إبنته عم جارتنا هدى
-لااعرفه ياامي قلت لها بصوت مرتجف
(شعرت وقتها أن الدم تجمد بين اوردتي)
-قالت على العموم زارتني اليوم والدته وتقدمت لخطبتك ،اخواتي ينظرن من خلف الباب
مبتسمات علت صوت هلاهلن فرحات لاجلي
يوم الخميس حضر غسان
كان مهندماً مشط شعره على جهه اليمين كنجوم الافلام المصريه
شعرت في وقتها بسعاده
لم يشعر بها أحد
وضع في يدي خاتماً
هذا الذي مازال يزين أصبعي
كان حبنا انا وجدك ياابنتي
ممزوج باللهفه والانتظار والغزل العذري
ساعدني في اكمال دراستي
وفي تربيه والدتكِ
وخوالكِ وخالاتكِ
كان يسهر معي ليلاً
عندما كان خالكِ احمد يعاند النوم
ويساعدني في اعداد الطعام علمني وصفات طعام تعلمها اثناء سفره
كان يبكي عندما ينتظرني وانا اولد
يقبل جبيني قبل ان يخرج للعمل
كان معي في الضراء قبل السراء
اكثر من خمسين سنه مرت على زواجنا ومازال قلبي يخفق كاول مره لمحته في ذلك
السوق
ومازال يعشق عصبيتي واستفزازي
هل عرفتي الان ياحفيدتي
كيف نشعر بالحب دون ان
نراه؟

هناك 3 تعليقات: