newsfeed

فن العمارة .. أصول عراقية

علي التميمي
باحث آثار

فن العمارة .. أصول عراقية

علي التميمي 

باحث أثار 


نشأت العمارة مع بدء البشرية عندما اقتضت الحاجة ليحمي نفسه من الأخطار التي كانت المحيطة بها فبنى له المسكن أو استخدم الموجود أمامه لسكنه و استعماله كمأوى, فبدأ الصيادون الأوائل إلى سكن الكهوف الطبيعية و الصخرية التي كان يعيش فيها الحيوانات مع سد فتحاتها بقطع كبيرة من الأحجار طالبين الدفء و الأمان.
أما المزارعين فقد احتموا بالأشجار التي أوصلته الى فكره تجميعها بعد قطعها و تحويلها إلى أكواخ و مساكن قابلة للاحتماء بها, و رعاة الأغنام لجأوا إلى إقامة الخيام من جلود الأغنام بعد شدها إلى قوائم خشبية و إتخاذها مأوى لهم.
ان الشكل الاول من اشكال الفنون التي يمكن ان تلمس فيها تطورا واضحا في العراق القديم ، هي فن العمارة .
ويمكن ان تحدد في الفترة الانتقالية المحصورة ما بين العصر الحجري الحديث وايضا العصر الحجري المعدني ، جملة تحولات مهمة من بينها انشاء ما يعرف بمستوطنات السكن او ما يسمى بالاستقرار السكني .
اقدم نماذج تلك البيوت الصغيرة كانت في موقع نمريك الذي يعود الى الاف الثامن قبل الميلاد. وموقع حسونة وكذلك ام الدباغية وهنا تجدر الاشارة الى كيفية التحول في فكرة السكن البدائي الى وضع حجر المستقبل نحو التصاميم العمارية الجميلة .
ادت هذه في بضعة قرون الى نشوء الاقتصاد التي ظهر فيها صيد الحيوان والاسماك والزراعة والتدجين وخزن المنتوج وظهرت مستوطنات اكبر حجما منها قرية جرمو وقرية جوخة مامي ، الامر الذي امن الاسس الثابتة للحضارات الاولى في العالم القديم .
ان ما وصل اليه الانسان في العراق القديم هي تمكنه من تذليل الصعاب ، وربما ساعده التدرج الحضاري واعتدال المناخ وملائمة مناطقه المختلفة لحياة الاستقرار ظاهرا حضارة ما هي الا جهود مباشرة لتفاعل الانسان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق