newsfeed

سيدات زحل

سيف الالوسي

سيدات زحل

سيف الالوسي 

كاتب 


انتهيت من قراءة رواية سيدات زحل،  للكاتبة الكبيرة لطفية الدليمي،  وعندما طويت صفحتها الاخيرة،  لم تنطوي هي عن مخيلتي.
لقد تسربت في احشاء وجداني، لاني لم اكن ارى سطورا وكلمات،  بل كنت ارى حياة كاملة ( مثل حياة البابلي) متلفزة بسيناريو، قلة من الكتاب استطاعوا ان ينقلوا لنا بهذا الوصف البديع عن حياة الناس الاجتماعية.
نقلت لنا صورة عما حدث في العراق وبمجتمعه بعد الغزو الامريكي للعراق، وكيف تبدلت احوال الناس،  وفي لحظة ما ضاعوا بين دهاليز الوطن.
وانها وقفت موقف الحياد،  لم تمدح زمنا وتذم الاخر،  فقد نطقت بلسان جميع العراقيين.
اعطتنا دورسا في الحياة،  اعطت لنا اجابات عن تساؤلات كنا نطرحها ولا نعرف اجاباتها،  فتقول مثلا (( لكي نحب نحتاج الى كائن استثنائي، لكي نهنا بالحب نحتاج الى حيوات عدة، لكي نحيا هذه الحيوات كلها نحتاج الى بلاد الله اجمعها، كم نحتاج لنكون معا)).  كما تنقلنا بوصف بديع عما تؤول اليه الحرب وتجر لها من ويلات (( في الحرب نحن محض نكرات وارقام غفل، نكرات بلا ماض ولا مستقبل)).
ومن ثم تذكرنا بزمان قد ولى لكي لا نحن عليه، فتسحبنا الى الماضي وكانها تقول لا تاسفوا على الذي مضى فانه ايضا كان بشعا (( من بقايا ضنك الحصار حيث بعت كل ما هو ثمين من متاع، ولكي احتال على كآبتي كنت ارتدي ثيابا قديمة واضفي عليها لمسات وزينات....)).
ومن ثم تطرق على ابواب مواجعنا شيء مهم انزلقنا فيه،  وكم راح ضحيته الكثير من الابرياء (( لا تسألني عن هويتي، ولا تحكمي على سحنتي،  السحنة قناع والهوية صورة للحظة عابرة في عمر البشرية،  تتغير باختلاف الاحداث والازمنة، قد أكون في اللحظة التالية سومريا او ازتيكيا  من المكسيك او فرعونيا  او سلالة بلقيس هل يعنيك ذلك كثيرا؟؟)).
انا يعنيني كثيرا ان اتتبع واقرأ لروائيتنا الكبيرة والمبدعة لطفية الدليمي.

هناك تعليقان (2):

  1. وصف رائع من قبلك ،واسم حلو للرواية انشالله اقراها

    ردحذف
  2. وصف جميل جعلني اتئملها واقرر قراءه الكتاب هذا...ثانكس

    ردحذف