newsfeed

رسائل قيد الانتظار

رسائل قيد الانتظار

اسراء العامر

 (1) 
حبيبتي هذا العام سيرحل . . .فدعي عنكِ الكبرياء وعودي .
تساقط ورق الشجر , وتلك الشجرة التي كبرت أمامي (مثلكِ) الآن هي وحيدة تجرد منها الورق و انتِ الأخرى تركتها . . .  و النبع تجمدت مياهه كمرآة و ما عاد يسمع  له هدير فأين أنتِ؟
أتدركين أن ديسمبر جاء ! . . .جاء كعادته دون أن يطرق الباب ببرودته يجتاح دفئ يديكِ  فمتى تعودين أنتِ ؟ أم ان هذا العام أغراكِ وقررتِ الرحيل معه .


 (2)
 
حبيبتي أشتاق أليكِ  أتساءل كل يوم عن احوالك ماذا تفعلين مع من تجلسين  أتساءل عن كل تفاصيل يومكِ التي كنت أملاؤها بادقها.
فبعد طول الغياب هل  اشتقتِ ألي أو ربما يجدر بي ان أسئلكِ أما زلتي تتذكريني أن كنتِ تودين معرفة أخباري فانا بخير لا أزال على قيد الحياة و ألم تراهني ذات يوم بأني سأموت اذا غبتِ واخبرتكِ في حيناها بأننا لا نموت اذا غادرنا من نحب فقط نفقد السبب الذي نبتسم من أجله فهل رحلتي لتربحي رهانكِ .

 (3)
حبيبتي الى ما  قادك جنونكِ ؟ الى أين أخبريني ؟ اضعتِ حباً سقيناه من سنين عمرنا ماذا ربحتِ حين تركتِ ما بيننا تجرفه ريح الجفاء. ماذا عن أحلامنا التي كانت أحلامكِ قبل أن تكون أحلامي .فمن ألوم على فراقنا جنونكِ أم مكابرتي أو قد تكون عيون الحساد كما كنتِ تقولين (والتي طالما خفتي منها وانا ضحكت من أفكاركِ) فبأي مبرر بررتي لنفسكِ فراقنا ؟

 
 (4)
نهاية العام اقتربت  . . . كيف يعقل أن عام سيأتي من دونكِ فماذا تراني فاعل ؟ بما أبرر لطير الربيع أذا سألني عن عينيكِ , ولنسمات نيسان اذا اشتاقت لعبير أنفاسكِ و الزهر من سينافس الزهر في بهاء طلته ؟ كيف أمضي أيامي بدونكِ يا شعلة حياتي

 
 (5)
حبيبتي الا تجدين بأن الأمر أصبح مثيرا للشفقة قصتُنا خبر يتناقله الجيران والأصدقاء . أعطينا لثرثارات الحي موضوعاً دسماً يحَكنَه على اهواءهن زوراً يرتبون أحداثاً ليس لها أساس فيرثون لحالي و يبررون رحيلك حيناً ويلوموني أحيانا أخرى ماذا أقول لهن أذا رأيتهن يتهامسن عنا ؟ كيف أدافع عنك أمامهن وانا لم اجد عذر يبرر فعلتكِ

 
 (6)
اتساءل  هل سيأتي العام القادم وانا اجلس ذات الجلسة على المقد الجلدي الذي ملني  أشرب بكأس الأيام مرارة رحيلكِ ويداي بالحبر تلوثتا  الحبر الذي أكتب به نزيف أشواقي على اوراق رسائل تجمعتْ أكواماً على مكتبي . لم أرسلها ولن أفكر بأرسالها ربما لأن كبريائي يقف حائلا بيني وبين صندوق البريد أو لأني متيقن بأن رسائلي لن تعيد حب صلبتهِ جهرا حين تركتِ قلبي و حملتِ جميع أمتعتكِ غادرتي مسرعة  ونسيتِ ابوابه مفتوحة وانا ظننت حمقاً بأنك قد تعودين

 
 (7)
أتدركين أنه  أخر يوم في ديسمبر وستسقط معه أخر اوراق الشجر المتعلقة بآمال عودتكِ . أما انا فلا أزال  أجلس قرب النافذة اراقب جموع الناس عليّ ألمح عينيك في زحمة المارين  وكلما طرق الباب ظننت أنكِ أنتِ طرقتي أبواب القلب تودين العودة أم أن تذكرتكِ ذهاب بدون اياب ؟

 
 (8)
اتساءل متى اترك كتابة رسائل لا جدوى منها فهل تراني أكتب فقط  لأثبت خطأكِ حين قلتِ ذات مرة " الورق وسيلة للبوح بما يختلجنا وليس للبوح لغيرنا بما نشعر نحوهم " في حينها صدمت من رأيك وقلت لكِ "ماذا عما تركه الكُتاب والشعراء تلك المشاعر التي خلدها التاريخ"  ابتسمتِ و قلتِ "كل تلك القصائد والنصوص التي تتحدث عنها حوارات مع الذات الكلام الذي تكتبه على الورق اما ان الاوان قد فات على قوله او أن سبب أخر حال بينك وبين قوله لمن تريد"  امرأة تملك منطقاً كمنطقكِ كيف لكلمات أن تعيدها .

 
(9)
الثلج تكوم أمام باب منزلنا والنار في المدفئة قد خمدت مع أخر شرارة حب , عام جديد طرق الباب ورقم أخر تغير في التقويم وها هي رسالة أخرى تضاف لمجموعة الرسائل التي كتبتها لكِ هذه المرة سأودع معها خاتمي الذي لم أعد قادراً أكثر على ارتداءه كلما نظرت له تذكرت  حين تعاهدنا على الحب و الإخلاص لكن يبدوا أنهما نفذاه أسرع مما توقعت خبت الشعلة بيننا ولم يبقى سوى رفاة أثنين احبا بعضهما وأخيرا أدركت بأننا انتهيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق