newsfeed

أمهات للاعارة

أمهــات للإعــارة

بقلم:: شمم بيرام 

بعيدا عن مثاليات الاعياد الكاذبة، سيكون حديثي اليوم أحتفلنا جميعا يوم أمس بعيد الام وكل منا أختار طريقته الخاصة للاحتفال.
 حيث ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعدد من الصور التي تحمل طابع الفرح، البعض أكتفى بتهئنة مكتوبة ، وكانت الزهور والحلوى من ضمن الخيارات أيضا. بينما فضل البعض التعبير عن مشاعره بطرق باهضة أكثر ، كل هذه المظاهر جميلة وتبعث على التفائل بالطبع. ولكن ماذا بعد أن التقطت تلك الصور وقمت بنشرها؟ ستقوم طبعا بالرد على تعليقات الاصدقاء وتهانيهم وكلمات الثناء لوفائك لجنتك .
وستنسى بالطبع أن بقايا قالب الحلوى بأنتظارك لتعيدها الى المطبخ وأن الصحون الاضافية هذه يجب أن تكون جزءا من حملة الدلال التي منيت بها والدتك اليوم . ستتذمر أن ذكرتك هي بحمل الصحون قاطعتا حديثك المشوق على الهاتف ، بل سيزعجك أكثر لو سألتك للمرة العاشرة عن كيفية مشاركتها الصورة التي قمت أنت بتحميلها على أحدى مواقع التواصل ، قائلا لها أنك أفهمتها الطريقة أكثر من مرة وعليها الا تعاود السؤال من جديد ، عموما ستنشرها بنفسك فأنت سعيد بهذه المشاركة على العكس تماما من انزعاجك وأحراجك الدائم من تعليقاتها التي تقوم بها على صفحتك الخاصة ، فتبدأ بتعليمها ما يجوز وما لا يجوز قوله أمام أصدقائك الافتراضيين . تعلمها أنت وهي التي علمتك كيفية نطق الحروف التي تستخدمها ضدها الان انت.
قبل عدة ايام كنت أجلس في مقهى قريب ، دخل شاب بصورة شبه سريعة وتوجه نحو الطاولة المجاورة حيث تجلس فتاة وحيدة هناك، أعتذر لها قائلا : (ما أن وطئت باب المنزل حتى بدأت طلبات أمي التي لا تنتهي عادة بسرعة). ردته بأنها سيدة لطيفة وأن الخطأ منه لقلة تواجده بالمنزل ، فأجابها ببديهيه تحمل الكثير من اللامبالة : ( حسنا سأعيرها لك ما شئتي من الوقت مادمتي تحبيها الى هذه الدرجة بعدها ستعذريني).
أوقفتني جملته تلك التي قد يقولها اي منا بدافع المزاح ولكن ماذا لو أنشأنا جمعية لاعارة الامهات فعلا ، هل سيكون هناك من يتبرع بأمه بالفعل؟؟ كم من الايتام سيقفون لتسجيل أسماءهم طلبا للحصول على كف الرحمة ذاك؟ عموما حتى لو ضرب الجنون برأس احدهم وقام بالتبرع بالفعل كم من الوقت سيمكنه التحمل دون تواجدها في حياته ، ماذا عن سعادة اليتيم وقتها هل ستكون كافية لادراكة حجم خسارته الفادحة؟ فكروا بيوم واحد من دون ظلال الرحمة هذه وستدركون عن ماذا اتحدث ،أدركوا القيمة الفعلية لأمهاتكم. ليكن كل يوم في حياتكم أحتفاء بها ،أجعلوا القبلة الصباحية هديتها اليومية فهي الوحيدة القادرة حقا على خلق أبتسامة على شفتيها ليوم كامل ، أغمروهن ببعض ما وهبنكن من حنان ، أفخروا بهن ،أزهروا و أبدعوا وأنجحوا فهذه هي الهدايا الحقيقة اللاتي يصبون أليها ، أتركوا التذمر وعيشوا سعادة تواجدهن في حياتكم ، وأن نسيتم وعدتم للتذمر تذكروا هناك من يحتاج أمهات للاعارة ، فتمسكوا بتلاتيب ثيابهن ، وأطلبوا من التراب ان يمسك بأقدمهن ، فلا جنة فالارض ولا السماء دونهن

المنحوتة للفنان صباح الجميلي

هناك 11 تعليقًا:

  1. تجنن، هذا واقع الحال مع الأسف انو الأغلبية يعتبرون أمهاتهم مصدر إزعاج و احراج و ميعرفون قيمتها الحقيقة كافي الله سبحانه وتعالى قال الجنة تحت أقدام الأمهات وكرمها لو كل واحد يفكر بالتسعة شهور اللي حملته بيها هاي كافية

    ردحذف
    الردود
    1. العفو على المداخلة ولكن اعتقد ان (الجنة تحت اقدام الامهات) هي حديث وليس آية
      وآسف على المداخلة

      حذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. رووووعااااات.. عاشت أيدج ست شمم.
    فكره لوتطبق في عيد الأم وفي ملاجئ الأيتام. أكيد راح ترسم الف بسمة وبسمة على وجوه ألأيتام.

    ردحذف
  4. سلمت أناملك ... موضوع رائع ووجهة نظر اروع .

    ردحذف
  5. هسه مو اني المفروض كبيرة و ما احتاج امي بشغلاتي الشخصية و من هي موجودة اني اسوي كلشي بس خلي تسافر يوم واحد والله حتى الاشياء اللي صارلي من الوﻻدة اسويها بعد ما اعرف اسويها اذا هي ماكو...اتمنى تشوف تعليقي هنا :)

    ردحذف
  6. عنوان لطيف ورائع نقيض عن ما يحمله المرء من افكار عن التهنئة .

    ردحذف
  7. شكرا جزيلا لتواجدكم البهي .. حفظ الله امهاتكم جميعا

    شمم بيرام

    ردحذف
  8. اعرف هواي هيج يعاملون امهم بهذه الطريقه مع كل الاسف واحسنتِ النشر موضوع رائع

    ردحذف
  9. احسنتم النشر وبارك الله فيكم

    ردحذف