newsfeed

فوك السطح

سحر الهماش
إعلامية

شبّــوي



سحر الهماش 
أعلامية 

فوك السطح 



(الله شلون جو حلو ) .. انطق هذه الكلمات وانا افتح باب سطح المنزل ..اضع سلة الغسيل جانبا وااخذ نفسا عميقا مستنشقة خليطا من العطور والروائح التي تنتشر في هذا الوقت من السنة ..(بله هسة مو حرامات كاعدة هنا ..!! والله مال طلعه وتمشي بهل جو )..استاء للحظة ..ثم اطرد شبح السلبية بعيدا واحاول الاستمتاع بكل ما حولي..حيث يحملني هذا الجو دوما الى ذكريات وايام الطفولة .. فاعود الى الوراء ..وكالسحر ..
ها انا على سطح المنزل لكن هذه المرة بعمر ال9 سنوات ارتدي فستاني الزهري الاثير بنقوشة المميزة التي تغطي صدره وشريط صغير يزين خصره بعقدة ..لطالما تمنيت ان تسمح لي امي ان اربطه من الامام ..
مع جدائل  تنتهي باشرطة من الستان الزهري .. وهذه قمة (الكشخة ..بهذاك الوكت ) ..
استنشق عبير القداح و زهرة الشبوي الليلي  التي تملأ المنطقة ..
نسمات باردة لطيفه تحرك اوراق الشجر..والى السماء ارفع نظري (وادور على نجوم بنات نعش ..وافكر..لسه مطالع نجم الثريا ..خاله هاله تكول تطلع ورا الساعة ثنتين ) احببت هذه المجموعة النجمية كثيرا كما كان لكل نجمة عندي وقعا واثرا خاصا بداخلي .. فقد كان لخالتي الصغرى دورا كبيرا بعلاقتي بالنجوم حيث اعتادت  قص الحكايات لي عنها  (كلما اجه الصيف ونمنا على السطح )..
اسمع صوت سيارة  فاركض بسرعه الى السور واحاول ان اقف على اطراف اصابعي لاستطيع رؤية الشارع ..(يمكن وصلوا بيت عمو اخيرا)..لكنها سيارة عابرة وليست ما انتظر..
انظرالى شجرة النارنج الكبيرة التي تغطي باب المنزل مزينة ببشائر الربيع ..وعلى الجانب الاخر ..تطل الجارة ام اسامة حاملة خرطوم الماء وهي ترش الارصفه والنباتات على جانب الطريق .. وبالقرب منها مجموعة من اولاد الحي يلعبون (حي الجميع ) ويركضون ويصرخون ضاحكين (احسدهم بداخلي ..بخت !! اهلهم مخليهم لهسة بالشارع ..هسة شيصير لو يخلوني انزل وياهم )
وفي مشهد اخر ابو انس عصبي المزاج كالعادة يصرخ على احد ابناءه ليفتح له باب الكراج ويدخل السيارة ..
مجموعة من المارة ..عائله ..يسير الاب امامهم يلوح بمسبحته وتركض وراءه زوجته بخطوات متعثرة وهي تلملم اولادها من جانب الى اخر وهم يتقافزون بجنون ..وهي تنادي (يمعود ابو احمد صيح بيهم والله خبلوني) يضحك الاولاد بشقاوة.. ويرد الاب ببرود من عالم اخروهو يجر الكلمات جرا ( اسمعوا كلام امكم بابا) ..
مجموعة من الشباب يسيرون معا ضاحكين ملوحين بايديهم ويتقدمهم واحدا منهم وهو مستاء ..(وكل شوية يوكف ويكوللهم .. هو مو وصوجكم صوجي اني اجيت اصلا ..تدرون شنو .. اني راجع للبيت ) فتعلوا اصوات المجموعة بالضحك من جديد ..ويركض احدهم نحوه ليراضيه ..
اترك هذا المشهد لانتقل الى بيت الجار الملاصق لنا .. حيث يعلو صوت ابنتهم ياسمين وهي تغني (ابعد عني يا ابن الناس خليني بعذابي وروح ..شتداوي جرح جرحين !!.. انا بيه الجرح مجروح) افكر ( الله شكد حلو صوتها ..كولشي بيها حلو..شوكت اصير بكدها والبس مثلها من تروح للاعداديه..وتخليني ماما اكص كذلتي هيج صفح وعالية واطول اظافيري بالعطلة )واتخيل كيف سيكون شكلي ..واسرح قليلا .. تسحبني من خياليتي المستقبليه رائحة الباذنجان المقلي من يد ياسمين ..اشعر بالجوع .. يخطر ببالي (هو صار العشة لو لسه .. بلكت ماما سوت العشه شو جعت ).. ماما ؟؟!!!  اعود للواقع
(يؤ عزااا ) اصيح (نعم ماما !!!!!!!!اي اي .. اجيت اجيت دقيقة بس )
(ادري مصارن هدوم !! شدا تسوين يمعودة ..تعاي سوي العشه وين صرتي ؟) ..(اي والله اجيت )

اركض الى السله واعلق ما تبقى منها على حبل الغسيل وانا استذكر الاجواء في الماضي .. واضحك ( هاي شنو شكد جنت حاسودة واني صغيرة .. شو كاظيتها حسرات هههههههه)

هناك تعليق واحد: