متوسطة السفينة

نور القيسي

عصرونية 

متوسطة السفينة 

نور القيسي 

من چنت بمتوسطة السفينة للبنات الطريق بين المدرسة والبيت ياخذله عشر دقايق بالخطوات السريعة، بس هاي العشر دقايق چانت كلش حلوة ناس تروش من الصباحيات واغاني فيروز وريحة الگلي مال بيض والضحك، لان بيوت هاي المنطقة شبابيكها على الدرب فتسمع كلشي حتى لو انت متريد تسمع، ناس بمختلف اعمارهم ومستوياتهم واهتماماتهم طالعين على باب الله، صح باب الله كان اضيق من خرم الابرة والخبزة كوة تدبر والهدوم نسويلها اعادة تدوير او نتوارثها بيناتنا بذاك الوقت واقصد التسعينات، بس چانت النفوس بعد بيها بياض الوجوه مبتسمه والناس ملتهية بهمها اما  الشباب فچانو احلى ما بالموضوع لان دايما مبتسمين بدون دغش.

بذيج الفتره من چنت  بالمتوسطة، چان يلحگني ولد يمكن بگدي او ااكبر بسنه مراقبني من الاول متوسط ومدري ششاف الاثول لان چنت لوما گصيبتي طويلة محد يدري بيه ولد لو بنية،المهم هذا الولد چان طاگ بذاك الوكت يلبس قميص كابوي وبنطرون هم كابوي، وشعره سرح وفارگ من النص او مرات تيشيرت ابيض ويكف الردن مالته حتى يصير كيمونه مثل مچان يسوي الفريدو بس شنو ابو الشباب چان مثل الزرزور الماطرة عليه الدنيا، ويمكن خال لاستيكة فلوس بالردن حتى لا توكع٠ چان يدزلي رسايل بيد بنات خالته طبعا خطه يخبل مدري خط الي يكتبله الرساله، من خوفي جنت اقراها واشگگها واتعارك وياهن، وثاني يوم الصبح يكرر نفس سوالفه مال قبل بيوم الى ان مدري منو وصل خبر لابوية بتك يتحرش بيها ولد، بابا من عادته مو شكوكي بالعكس حباب من رجعت من المدرسة سألني وگتله شمدريني منو يتحارش هو الولد كلهم سرسرين، ومع نهاية كلمة سرسرين ابوية صعدت عنده انو بنته الوحيدة في خطر، طبعا ابويةضخم جدا ورياضي نسخة من بود سبنسر، يعني ذاك الولد يضيع بيده، وبينما انا اتمشه والاخ چان ماخذ راحته بالتصچيم وحان ناوي يقترب اكثر، وما يشوفلك الا ايد شالته من ياخة القميص وخلت رجليه يتملعبن بالهوا

بابا-المن تحب ولك

الولد- عمو والله اني بس احب امي، عمو والله اني ماحب هايه چنها الولد، اوع اني احب هايه چنها ولد٠

اني- هينة يا نذل

وعبالكم جاز ابدا ومستحيل بقة لازگ بوجهي وبقيت كلما اضوج منه اهدده بأبويه٠

مشت السنين تخرجت من الاعدادية ودخلت كلية وهو هم دخل كلية وبقت روحاتي لذيج المنطقة نادرا، بس مع ذلك ابو الشباب چان كلما يشوفني يغنيلي چان صوته حلو بصراحة٠

بعد السقوط صدفة شفته عبالك چان غير واحد لحية طويلة وعيونه تحدح شرار وبدل ما يبتسم بوجهي باوعلي بغضب وبحقد ويدردم (اعوذ بالله منچ)، بس عيونه چانت هاوية فارغة ومخيفة مثل قبر مفتوح، مدري وين راحت ذيچ العيون الحلوة كأنو منوم او متلبسه انسان ثاني، حتى صوته تحول الى (خنه) لا شغلة لا عملة ترك الدراسة وصار وين ما يروح تلحگه المشاكل٠

بعد فترة شفت الولد رجع لحالته الطبيعية، رجع يضحك ويغني ورجعت اللمعة لعيونه، بس المأساة انو صحوت ضميره ما اتهنى بيها سبقته عبوة ناسفة زرعولهيا بداخل المحل بعد ان نظف نفسه منهم