كلّكم عاشق، وكلّكم معشوقٌ بمشيئته

محمد مازن قنبر

[ كلّكم عاشق ، وكلّكم معشوقٌ بمشيئته ]

محمد مازن قنبر 

كاتب وشاعر 

أنت عاشق مادمتَ تتمنّى أن تُحِبّ

وأنت معشوقٌ مادمتَ تُحِب أن تتمنّى

أعطِ في الأولى جميع جوارحك تجد الحبّ

وخذّ ماتمنّيت في الثانية بحجمِ ما أعطيت

الحبّ وجود ، والفناء هو ان تتوقّف عن الحُلم به

* الحُبّ ( طفلٌ ) ، أحببتَ ولادته قبل أن ترتبط ، مثلما تشتهي لأرضكَ نخلة .

فتحرث الأيام وتُـقلّب تُربة ماضيك ، ثمّ تُهيّئ لكَ الأقدار زوجةً صالحة تُنجب لكَ حُلمكَ وتعِش معشوقاً ماحييت .

* الحبّ ( أمّ ) ، أحبّت هذه اللفظة قبل أن تصير حُبلى ، فوضعكَ الله داخل أحشائها معشوقاً أبدياً قبل أن تراك ، فمرّت تسعة شهور من الزقّ الوفير والحُرص الدقيق حتى صارت تتمنّى بقدرِ ما أعطتكَ ، ثم خرجْتَ طائراً ملائكيّاً يلتقط قوت عمره فوق أقدام جنّة .!

* الحُبّ ( أبّ ) ،  أحبّ عُلوّكَ مذ كنتَ تحت الجنّة زاحفاً ، نمّاك وربّاك وعلّمك على التحليق ، ثمّ تمنّى بقدرِ ماكان يراك عالياً ، فخفّقتَ بإسمهِ أقاصي مراتب الفخر والأخلاق .

* الحُبّ ( حبيب ) ، مرئيّ كان او غيره ، تستشعر نبضاته دون أن تلامس أيسر صدره .

تبتسم لفرحه ، وتحزن لحزنه ، تقابل أعدائه ببغضٍ ، وتناصر أودّائه بمحبّه .

تعِش حُلوَه ، وتُبلسم مُرّه . تهنأ بسلامهِ ، وتخمِد هيجانه .

تُدفئ زمهرير آلامه ، وتُطفئ حريق إشتياقه .

أن تُحبّ له ماتتمنّاه لنفسك ، ليومك ، لعمرٍ تقضياه معاً .

فقطّ أحِبّ ، ستُحَب بمثلِ ما تمنّيت حُبّه .