عصرونيه: نور القيسي

نور القيسي 

كاتبة

** سيتم تجديد هذه الصفحة أسبوعيا  

عيد الام

بيبيتي الله يرحمها ويرحم موتاكم چنت اشوف تصرفاتها غريبة واحيانا كنت اصفها بالوقاحة، كن من كبرت واستوعبت لكيتها صفة مشتركة للامهات العراقيات تجمعهن من الشمال للجنوب، بيبيتي من چانت تريد تحچي تگول (اني وجهالي) مع العلم جهالها متزوجين وعدها احفاد الي اني وحده منهم، ومن چان ابويه يريد يعاقبنا على شي توگف بوجهه وترزله واشوفه يخضع ويسكت٠امي طول العمر الها ولحبايبكم ايضا عدها نفس الصفة تصفنا با(الجهال) ومن اگوللها تره كبرنا تباوعلي باستغراب كانو اول مرة تنتبه لملامحي الي كبرت، تصفن ولهناك تبتسم بسمة خفيفة عبالك لگت ذيج الطفلة الگاعدة بحضنها قبل  ٣٠ سنة وتگول ما تكبرون بعيني ابد تبقون (جهالي)٠
تستمر امي بگعدتها الصبح حتى تسويلي لفة، وحتى تنسقلي ملابسي وتكويها، توكف بالباب الى ان اصعد بالسيارة واروح للكلية او لشغلي، تبقه واكفة بالباب منتظرة رجعتي، وتبوسني من اطلع من البيت ومن ارجع، هالاشياء البسيطة الي چنت عايشتها ما حسيت بقيمتها الا بعد فقداني الها دفعة وحدة من سافرت، مرات انسه انو اني بعيدة عنها فارجع للبيت ركض على امل الاگيها واتذگر انو تفصلنا مسافات شاسعة.
هالقصة عراقية بحته بداية من شكل معاملة الام لا لادها مهما كبرو وصولا الى فراقها، كثير من امهاتنا العراقيات مارات بيها لذلك عيدهنحينقصه الكثير صدگوني٠
من بداية الاسبوع كان الاتفاق على ان يكون الموضوع عن الام بمناسبة عيدها، بصراحة صارلي اسبوع الف وادور وابحث عن مدخل لحتى اكتب مالگيت شي يناسب عظمتها ونعمة وجودها٠
الي تحتاجه امهاتنا مو كيكة ويوم نحتفل بيها فقط، هي محتاجة ان نكون بأمان، محتاجة من تخابر على احد ابنائها تگول يمكن ملتهي مو تدگ وتلطم يمكن راح بأنفجار ويمكن انخطف، محتاجه تستبدل لون ثيابها الاسود بألوان تليق بوجهها وضحتها، هي محتاجة ان تشوف اولادها يكبرون گدام عينها يحبون ويتزوجون ويخلفون احفاد حتى تگول (ما اعز من الولد الا ولد الولد)، هي محتاجه ان تأمن على بتها من تدور شغل وتتأكد محد حيضايقها، او يساومها، او يحاربها برزقها، او يبوگ صورتها من الفيس وتدخل سمعتهم بخانة (علچ بحلوگ الناس) ابعدكم الله عنها، هي محتاجة ان ترجع للبيت تلگه كهرباء ومي حتى تلحگ تكمل شغلها وتاخذلها غفة ، يا جماعة الخير امهاتنا بحاجة لحياة طبيعية، امهاتنا بحاجة ان نبوسهم كل يوم ان نذكرهن انو احنا بدونهم ايتام بهالدنيا اللئيمة

*********************************************************************

طقــوس بغدادية  

((8 آذار 2015))

وبما انو احنا اليوم انتقلنا لبيتنا الجديد عساها عتبة خير يارب راح اسولفلكم يا محفوظين البگه والسلامة راح اسولفلكم لطقوس الي تبعتها الحجية قبل لا ننتقل لهنا ونگول بسم الله ..

الحجية الها طقوس لكل شغلة صغيرة او چبيرة وهاي الطقوس توارثتها عن امها، وامها هم ورثتها عن امها وهكذا، وحافظة كل القصص الي تتعلق بيها واسبابها، ومن هاي الطقوس راح اسولفلكم شسوت قبل لا ننتقل لبيت بيوت.

قبل لا يصعد البناء يعني يدكك الاساس ومن يخلي التكم كبل التسكيف وعند تثبيت الحوش، راحت الحجية المغربية للسوك وجابت صخل وذبحلهياه الكصاب بمدخل البناء،وعزلت الراس والاحشاء بگونية وذبت بيها حرفة دنابيس ام راس (لان دنبوس ابو راسين يشكل قسمة بنات البيوت) وليرة ذهب وفلس فضة، ودفنتها بعتبة الباب وبعدين رشت خل بكل زوايا البناء حتى تبعد الارواح الشريرة عن الاساس، اما اللحم الباقي فودته لبيت الارملة ام خضير٠

وبعد ما كمل البناء وقبل لا ننتقل بيوم فتحت كتاب القرعان(القرآن)  على سورة (انا فتحنا لك فتحاً مبيناً) وخلت طاسة حليب، وطاسة لبن ، وطاسة مي وبي شكم ورگة ياس، ومراية، وخضورات، وبقوليات مشكل بطاسة، وكاسة ملح، وكاسة شكر، الحچي بيناتنا هاي مجربة والحجية تسويها لكل الحبايب والجيران الجدد٠

ولازم من تفوت ام البيت يخلون طاسة المي بدربها حتى تدفرها برجلها وتطشها بالنص، والمراية حتى اهل البيت يتمرون بيها والناس تشوفهم بعين الچبيرة، اما الملح حتى تغزر لگمتهم بكل الي يضوگها، والشكر حتى يحلي ايامهم والخضار حتى يفور رزقهم وما ينگطع٠

اما بعتبة الباب فكان النا اكثر من اختيار، اما اية (الفلق) مكتوبة على چف العباس، او حدوة حصان مديوسة، او گرون كبش او راس غزال، او فردة حذاء قديم اجلكم الله، او لعابة گطونية محشية بالحرمل والملح حتى الشر ما يعتب البيت، وهذني كلهم تعويذات لحماية البيت من الشرور، لكن الي چذبني هو ام سبع عيون بصراحة وسالفة ام سبع عيون قديمة جدا تعود لاجدادنا ببابل ولسومر وقصتها انو هاي العيون هم الحراس السبعة من الشر والعين الحسودة وانو كل وحدة منهم الها وظيفتها للحماية، اما عن لونها الازرگ فلانو لون السما والماي ازرگ٠

وبعد ما نقلنا الغراض ورتبناها وعلگنا ام سبع عيون بالعتبة وبعد ما هلت علينا صواني الغدا والچاي المهيل من الجيران كترحيب بينا، الحجية وريفيجاتها مال الحوش القديم وجاراتها بحوشنا الجديد وي ما بده الغروب حطن فحم بالمبخرة ورشن عليها الحرمل والملح وبدن يبخرن بينا وحدة وحدة، ودارت مداير البيت وچانت حجية ليلو تقره القرعان بصوت عذب سكن الخوف بكل النفوس، عنبة الخير علينا وعليكم حبايب٠