وجوه وحصى
وصال ناصر
جلست كالعادة على مسطبة الانتظار ... تنتظر ... ضمت ساقيها النحيلتين واحدة قرب الاخرى .... وضعت حقيبتها على حجرها ..ثم حركت نظارتها الطبية بحركة لاإرادية .... احاطت بذراعيها حول الحقيبة وشابكت اصابع يديها بقوة ... صارت تتأمل الطريق والمارة بفضول ... تحرك جذعها بأنتظام للأمام وللخلف .... تبحث في زحام الوجوه .. في حصى الأسفلت المرصوص ... ثم يختلط الاثنان معا'' حصى'' ووجوه ... حصى''يمشي على الناس ... وتزاحم وجوه مرصوص .... هزت برأسها ... لتبعثر هذه الرؤى ... ناداها صوت ذكوري يقول : اهذا رفض أم ماذا ؟
توقف رأسها عن الاهتزاز ... استدارت يميناً فرأت بقربها يقف شاب مجهول ... كان يتأملها بدقة ... أجابته دون تردد : نوع من الرفض .
سألها :رفض لماذا ؟
أجابت :لوجوه وحصى
سألها : وما سبب الرفض ؟
أجابت : كأنهما متشابهان
أجابها :أليسوا هم كذلك ... لا تهزي برأسك ... فهم كذلك ... سيشقيك الرفض .
قالت :أعلم هذا .. لكني أريد الرفض ... حتى أرضي ماخاب من ظنون
قال : دعيها تخيب ... إن شئتي أن ترضيها ... فقولي لها أن هذه الوجوه لا تشبه الحصى .. بل هي أشد قسوة منها .
ثم مضى عنها وأبتعد ... حتى جاء الباص المنتظر ... فتح باب الباص ... نظر اليها السائق بأزدراء ... لعاهة ما بوجهها ... قالت له : أتعلم إن وجهك أشد قساوة من الحصى ... أستدار عنها جلست بمقعدها ... وأبتسمت بسلام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق