newsfeed

بيت للجد

بيت للجد 


نادية مطر 



بدت مثل قبضة من شعاع الشمس وهي تتسلق تلك الشجرة القديمة في بيت جدها. .
اختلط حفيف ثوبها الباهت الصفرة المزين بقلوب صغيرة ، مع حفيف ورق الشجرة وهسهسة الريح
الخريفية الدافئة. .
نظرت اليها جدتها بحيرة ، والتي لم تكن تفهم ، لماذا تعتلي الشجرة وتجلس على أحد فروعها لتقرأ كتابا
في حين تستطيع ان تكون أكثر راحة لو انها اختارت مقعدا . .!!
لم يعد يتذكرها بالتأكيد . . لون عينيها الفاتح يلتقط خضرة شجرة النبق العتيقة نفسها. .
البستان الذي تركه جدها من زمان . . قبل ان تستوعب ألم فقده . .
- سقط صاروخ في النهر قبل يومين . . كان الصوت مرعبا ( قال ابن خالها الصغير وهو يحرك يديه بحماس)
تابع تحركاتها بعينيه الفضوليتين . .
- كل يوم نجد هنا جثثا طافية عند ضفة النهر
أقشعر بدنها وهبط قلبها كأنها تهوي من سلمة مكسورة . . هل يرى هذا الطفل اشياء من هذ ا!!!
رائحة الأعشاب تختلط برائحة الماء . . تسرق نسمات شمالية خط ارتباطها . . اين تراه الآن ؟
اغمضت عينيها وهي تتمنى ان يتركها هذا الطفل وشأنها . .
أصوات الاحاديث تاتي من خلف الشجيرات ، فقاعة من دفيء سويعة عائلية ، قلوب تتفتح باللقاء ناسية
همومها لبعض الوقت. .
يادفق الحنين من جديد . . يحفر اعماق القلب ويدفع الدموع لتنبض ..
هل فاجأك الحنين يوما وابكاك بلا دموع ؟
هل حلمت بمساحة من الارض النقية خارجة عن حدود الزمان والمكان ، تلتقي فيها الارواح القادرة على
الحلم والمحلقة بلا أجنحة ؟

خذني معك أذن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق